" نـــا " ... " نــحــن " -- الجزء الرابع



ما قبل النهاية ... 

بعد التأنق للمقابلة ، لم أكن أشعر للحظة أنها ستحمل ذلك الكم من الخوف و الحزن ... لم يقاطع إستماعى لموسيقى الروك قط إلا عيناها اللتان امتلأ ببعض قطرات الندى التى تحسسها على رأسه فى صباح ذلك اليوم.

بدأ حديثنا يومها عن البشر و الظروف و كأنما نحيا فى كوكب أخر ... 

لقد عذرت خوفها ؛ فهى تملك ما تخشى أن يضيع يوما و استعادت ما كان ضائعا يوما ما و تخشى أن تفقده من جديد ...

لم أدرك أننى أحببت حقا حتى جاءت اللحظة التى سبقتها تحضيرات كثيرة كما يفعل أطباء جراحات القلب المفتوح ف بعض من التنويم المغناطيسي و قليل من الحديث عن إستمرار الحياة بعد الجراحة و من ثم التخدير و أخيرا مشرط يعبث بقفصك الصدرى ليخرج قلبك من مكانه و يغير صماما أو مجموعة من الأوعية الدموية و يعيده مرة أخرى ... فتصبح ذو ندوبا غير قادرا على فعل ما كنت تفعله من قبل 

لم نصل حتى الأن إلى عبث المشرط و لكننا وصلنا إلى مرحلة التخدير ... التى تتساقط فيها كلمات كثيرة و مشاعر كثيرة ، نكبتها و نضعها تحت تأثير مخدر قوى 

للمرة الثانية أكررها لا لوم عليها فقد وقت تحت وطأة كل من " البشر ، الظروف " ... أعلم أن كلاهما لعنة بشرية يمكن التغلب عليها و لكن نحن فى احتياج إلى تلك الطاقة التى تدفعنا للأمام و تجعلنا نقاوم 

ربما لم أكن تلك الطاقة ... ربما لم أستطع أن أعطيها إياها ، لكننى أدرك تماما أننا لم ننتهى بعد مازلنا فى مرحلة التحضيرات للجراحة التى ستقتطع صماما كن صمامات الروح متبوعا بعديد من الشعيرات الدموية للبطين الأيسر ....

لم يأت الألم بعد لذلك مازلت متيقنا أننا مازلنا فى مرحلة التحضيرات ...  

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رؤية تحليلة لمشهد النهاية فى مسلسل كـفـر دلـهـاب

طب و بعدين ...

الانس و الجنس