ملاك يدون صفحات كتابى

بعد نظرة طويلة إلى تلك الخيالات التى تغطى منتصف سقف غرفتى و التى دوما أشعر بوجودها بداخلها قررت أن يكون تدوينى اليوم عن وجودها...

تلك الأنثى التى تملكت كل حواسى و لا أعلم إن كان ذلك بإرادتها أم عفويا ككل أفعالها و مواقفها.

منذ شهور عزفت فيها عن الجنس الآخر و عن الحياة و قررت أن أقبع منعزلا بداخل غرفتى محتضنا جنبات صديقى الصدوق " سريرى العزيز "  و قررت أن أحيا منفردا إلى أن جاءت تلك اللحظة ...

ذلك اللقاء الذى قد يصنفه كل من يستمع إلى تلك القصة " صدفة " و لكن يقيني بأن لكل حدث سبب يمنعنى من الإيمان بأنها صدفة بحتة.

تلك الأعين التى تابعتها منذ لقائنا الأول و تطورها مذ كانت كأعمدة الإنارة فى شوارع الإسكندرية إلى تحولها إلى نظام إضاءة لحفل طرح البحر بقلعة قايتباى من شدة لمعتها.

لم أكن يوما منذ اللقاء الأول و الحديث الأول اتوقع أن يتطور أى شئ فكلا منا حياته مختلفة و إلتزاماته مختلفة،  و لكن هيهات فكل ما تبتعد عنه و أنت تريده يأتى لك على طبق من الفضة الإيطالى الخالصة " أم 300 جنيه للجرام " .

تحولت من مجرد علاقة و مواعدة و كلمات بسيطة و لكنها تأسر القلب إلى موسيقى تخطف كل جوارحى،  معزوفة لموزارت أو بيتهوفن تجعلنى أنتظر بالساعات حتى أستطيع إعادتها مرة أخرى و لا ملل و لا كلل من تكرارها.

إنشاد و ذكر و مديح يتردد فى أذنى عندما تبدأ كلمتها المعهودة بحرف " الباء " و تنهيها ب " الكاف " .

تحولت من سيدة تأسر قلبى إلى موسيقى كلاسيكية هادئة تروض الوحش الذى كان يحيا لشهور عدة بداخلى ، تحولت إلى مونولوج يجعلنى أرتمى على ظهرى ضحكا و قهقهة.

أصبحت هى الحياة بكل جنباتها،  أصبحت هى الموسيقى و كلمات الروائيين على صفحات كتبهم الصفراء التى تشتم بداخلها عبق العبقرية.

أصبحت هى الملاك الذى يذهب بى دوما إلى الله ، و يجعلنى أعود إلى ذلك السلام الداخلى و الرضاء و التصالح مع ما يحدث لى.

أصبحت هى الحافز و الجائزة الوحيدة التى أستحقها إن صبرت و استمر ساعداى يقاتلان من أجل بقائنا سويا من أجل إنتصارنا و إثبات أن لكل شئ سبب فى وجوده و ليس مجرد محض " الصدفة " . 

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رؤية تحليلة لمشهد النهاية فى مسلسل كـفـر دلـهـاب

طب و بعدين ...

الانس و الجنس