رؤية تحليلة لمشهد النهاية فى مسلسل كـفـر دلـهـاب

" كداب ... نصاب ... لعنة و حلت على كفر دلهاب "  كنعان المجذوب
لا المجذوب إنجذب , ولا العليل اتشفى , ولا الظالم قهر, ولا المظلوم انتصر ...

يقول الله – عز و جل –   فى كتابه العزيز :

بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ صدق الله العظيم
{ النور 21 }

فى بداية الأمر شكر واجب للفنان " يوسف الشريف " الذى احترم عقل جيل بأكمله  و استمر فى تفوقه و تميزه عام بعد الأخر و إعتذار واجب إن كان رأيى ساخراً فى بادئ الأمر حتى تابعت " كفر دلهاب " على اليوتيوب حتى أيقنت أنه العمل الدرامى الوحيد الذى إحترم عقولنا و جذبنى للكتابة عنه و ليس فقط النهاية ... و لكن حتى أظل كما أنا سنبدأ من النهاية لأنها طريق يذهب بنا إلى البداية و كيف كان العمل موفقاً فيها .

يلا نبدأ .... 




-  أنا أخدت حقك , و حق أبويا اللى اتقتل غدر , اللى قتلك و اللى خانك و اللى باعك و اللى سكت و اللى عاش شمتان حتى اللى ملهوش ذنب و معملش أى حاجة الكل شرب من نفس الكأس سقيت الأرض بالدم بذور الغل و الكره و الموت و الخراب اتبدرت و الحصاد  مسيره يجى.

-  حصاد ايه العدل اتحقق و الحق رجع خلاص انت بتتكلم عن ايه


-  عدل ... ههههه ... طب و الخراب و التجارة اللى بارت و الناس اللى اتخرب بيوتها و ماتت بحسرتها على اكل عيشها و اللى مات بالمرض اللى نشرناه و غيره و غيره .. ههههه عدل ههههه  ... الدم بيجيب دم و الظلم بيجيب خراب , انت نسيتي ولا ايه

-   و اللى ظلم


-   ماله اللى ظلم , اللى ظلم  انا مش محتاجله فى حاجة بالعكس اللى ظلم يموت على ظلمه اضمن ,,, المظلوم هو دا اللى خطر عليا بجد ... هو دا مربط الفرس .

-  المظلوم , لما ينسى ربه و ميتكلش عليه  و يفتكر إن دراعه هو اللى حيجيبله حقه و إن إرادته هى اللى بتحركه و تحدد مصيره مش إراده ربه  و ان النار اللى جواه لازم تحرق الكل من غير م يفرق ساعتها بس يتساوى باللى ظلم , يقتل بنفس الغل بنفس الطريقة ساعتها المظلوم يبقى ظالم و الدايرة تكمل .
-  دايرة ايه .

-  دايرة الدم و السواد .

-  يعنى ايه , يعنى انا انا غلطت ان انا ساعدتك

- اه الحياة ابتلاء امتحان و الانسان عادة بيسقط فيه


-  بس انت مكنتش بتعمل حاجة الا و تقول ان شاء الله

-  محدش بيقدر يخرج عن مشيئته , تقدر تخرج عن طاعته أه تعصاه ... إنما مشيئته لأ .

-  و العدل اللى كنت بتطالب بيه .

-  تانى تانى العدل ... انا كنت بعمل كدا عشان يفضلوا مصدقنى و انا واثق و متأكد إنهم مستحيل يعملوا كدا .... أصل انا عارفهم كويس هما اللى بيقوونى و فعلا مفيش ولا واحد من اللى اتقتل اتعمله محاكمة بالعكس دا فى ناس كتير اتظلمت و اتقتلت و اتاخدت فى الرجلين ... نفس الخدعة القديمة نفس الخية و المصيدة نفس الأمل الكذاب .. مش بقولك هما اللى بيقوونى , هما اللى دايما بيسقطوا و انا اللى بنجح .


-  أنت

-  أنا الحقيقة , أنا أحسن منهم أنا الكسبان .. انا اللى عايش و حفضل عايش طول م الارض بتتروى بدم الظلمة و المظلومين .


-  انت ال...

-  هشششششش , مش مهم أنا المهم انتى انت دلوقتى عرفتى الحقيقة  يا ترى حتختارى إيه , انا معرفش بس اللى انا متأكد منه إنك حتبقى مسئولة عن اختيارك .


-  انت اخويا شهاب الدين اللى اتظلم و رجع خد حقه .

-  بصوت الشيطان ( أنت أختى .. حبيبتى ) .

الحوار و فيديو الحوار اللى دار بين شهاب الدين بن جلال الدين كتخده ( الطبيب سعد أو الشيطان )  و هند بنت جلال الدين كتخده ( اللى عاشت عمرها فى وهم انها ابنة عمها بهاء الدين كتخده  ) فى الحلقة الأخيرة من المسلسل.

الفساد , القتل , الظلم , التشهير , الخوض فى أعراض البشر ... تملك من لا يستحق , قتل كل من يتجرأ على الكلام و مواجهة الحاكم الفاسد و شيخ الغفر القاتل و القاضى الظالم الذين تملكوا كفر دلهاب قبل أن يأتى ( الطبيب سعد ) و تتواتر الأحداث حتى تصل لظهور أرواح لفلاحة قتلت من أبناء كبار الكفر بعد الإعتداء عليها و إدعائهم عليها بأنها ساقطة تعمل فى ماخور زعم الطبيب أن هناك لعنة و قد جائت إليه تلك الروح حتى تخبره بأن اللعنة ستنتهى بالإقتصاص ممن قتلوها و لكن يقتل أبرياء و تتوتر الاحداث و يزداد الكفر إشتعالا بمقتل من قتلوا ( ريحانة ) و لكن هذه المرة بلعنة أخرى لسيدة تدعى ( كريمة ) كانت زوجة ( جلال الدين كتخده ) كبير الكفر كما كانوا يطلقوا عليه و لكن كل ما يدار حولها أنها كانت ساقطة هى الأخرى و أن حملها لم يكن من جلال الدين و ان ابنها هو ابن حرام و لكن تتضح الأمور فى مشهد ما قبل النهاية بأن يأتى كل أدلة براءة كريمة ليحدث ما لم يكن متوقعا و يقتل شهاب الدين ( الطبيب سعد ) عمه ( بهاء الدين كتخده ) بنفس الطريقة التى جعل أحد حرسه يقتل ( كريمة ) أم شهاب الدين  أمام عينه ألا و هى الدفن حياً ليراه يعانى و لا يصرخ و ذلك لينتقم لموت أمه .
تتمحور الفكرة فى تلك الدقائق فى أبدية النزاع بين من عصى منذ أبد الدهر ( إبليس ) و من سقط منذ أن أعتلى السماء ( الإنسان – بنو أدم ) , فيبدأ شهاب الدين حديثه عن إنتقامه لأمه التى شهر بها عمه  بهاء الدين كتخده و زوجه أبيه نوال , و ذلك نظراً لكونها خادمة فى منزل حمدان الشرقاوى بعد وشاية مرجانة زوجة توفيق الترزى و التى كانت تعمل فى منزل جلال الدين كتخده .
الشيطان الذى خيل لبهاء الدين ( الطبيب سعد ) أنه يستطيع أن يتحدى الإرادة الإلهية فى الإنتقام من كفر بأكمله لما حدث بامه  فبدلا من أن ينقم من قتلة أمه فقط فقد قام أيضاً بالإنتقام من قتلة فلاحة بسيطة ( ريحانة ) تم إقتيادها بواسطة إحد أبناء الأعيان إلى أبناء ( شيخ الغفر و القاضى و كبير تجار العلف ) ليعتدوا عليها ثم يقتلونها و لكن فى ذلك الطريق يا سادة لم يأت بالحق بل قام بإيذاء كفر بأكمله فقد أكل كما يقولوا الأخضر و اليابس ... قتل المظلوم قبل الظالم و ذلك يظهر فى  جملة   "   عدل ... ههههه ... طب و الخراب و التجارة اللى بارت و الناس اللى اتخرب بيوتها و ماتت بحسرتها على اكل عيشها و اللى مات بالمرض اللى نشرناه و غيره و غيره .. ههههه عدل ههههه  ... الدم بيجيب دم و الظلم بيجيب خراب , انت نسيتي ولا ايه  " .

و لم يكن يتحدث عن فكرة الإنتقام فقط و أنها تؤدى إلى خراب و كيفية  كونها فكرة شيطانية و لكنه أيضا  ذهب إلى جانب أخر ألا و هو أنه  كان فى بداية حديثه لم يرغب الإنتقام من قتله أمه بل كان يرغب الإنتقام من الكفر كله  فى قوله "  أنا أخدت حقك , و حق أبويا اللى اتقتل غدر , اللى قتلك و اللى خانك و اللى باعك و اللى سكت و اللى عاش شمتان حتى اللى ملهوش ذنب و معملش أى حاجة الكل شرب من نفس الكأس سقيت الأرض بالدم بذور الغل و الكره و الموت و الخراب اتبدرت و الحصاد  مسيره يجى. " , الشيطان دوماً يهيئنا أن نغذيه و نقويه و ليس فقط ارتكاب المعاصى و الكبائر بس بأن نجعلها سارية لا تتوقف ف نشر القتل و الخراب و الدمار لا يقف على القيام بها فقط و لكن نشر بذورها فى الأرض و جعلها تنمو و تتزايد مما يزيد قوته و سيطرته و يزيد ضعف البشر أمام قوته.

أما عن إرادة البشر و ضعفهم و نسيانهم قدرة الله على الإنتقام لهم فهو الحق المنقم الجبار و نظرهم للموضوع من وجهة نظرهم الضعيفة و التى تخيل لهم أنهم إن أرادوا أن ينتقموا بضعف ما فعل بهم  فيكمن فى جملة واحدة فقط طوال هذا الحوار العبقرى  "   المظلوم , لما ينسى ربه و ميتكلش عليه  و يفتكر إن دراعه هو اللى حيجيبله حقه و إن إرادته هى اللى بتحركه و تحدد مصيره مش اراده ربه  و ان النار اللى جواه لازم تحرق الكل من غير م يفرق ساعتها بس يتساوى باللى ظلم , يقتل بنفس الغل بنفس الطريقة ساعتها المظلوم يبقى ظالم و الدايرة تكمل . " ف كلما  تشابه المظلوم  و الظالم فيما يفعلونه و يتساوى كل منهم فى الفعل و رد الفعل لن تتوقف دائرة الدم و السواد التى يتغذى عليها الشيطان دائما منذ بداية الخلق منذ سقوط أدم ( عليه السلام ) من الجنة بسبب التفاحة الملعونة , إلى حادثة قابيل و هابيل .

فعند سؤاله عن العدل ضحك بسخرية و قال "  تانى تانى العدل ... انا كنت بعمل كدا عشان يفضلوا مصدقنى و انا واثق و متأكد إنهم مستحيل يعملوا كدا .... أصل انا عارفهم كويس هما اللى بيقوونى و فعلا مفيش ولا واحد من اللى اتقتل اتعمله محاكمة بالعكس دا فى ناس كتير اتظلمت و اتقتلت و اتاخدت فى الرجلين ... نفس الخدعة القديمة نفس الخية و المصيدة نفس الأمل الكذاب .. مش بقولك هما اللى بيقوونى , هما اللى دايما بيسقطوا و انا اللى بنجح ." فقد كان العدل الحيلة التى تدخل بها إبليس بين الأخوين ليفرقهما بأن الله – عز و جل – ليس عادلاً فقد أعطى أحدهما ما لا يستحق و سلبه من الاخر رغماً عنه و هو لا يستطيع ان يعترض فتستيقظ روح المظلوم بداخل الإنسان فعوضاً عن الانصياع لقضاء الله فيعترض و قد يكون الإعتراض ليس قولا و كفرا و لكن فعلا و فسادا كالقتل و السرقة  و الاعتماد على الذراع كما ذكر سالفا و إن ظلم الإنسان فإن كان رد فعله يتنافى مع التعاليم التى علمنا إياها الله فإنه يتساوى بالظالم و يصبح مثله ظالماً بقتله أو بسرقته و لا تتوقف الدائرة .

الحقيقة المطلقة أن الشيطان فى حرب دائمة صراع أبدى لا ينتهى حتى يوم القيامة سيقف و ينتصر أحياناً و لكنه خاسراً , فإنه دوما يعلم أنها المشيئة و أنه مهما عصى و كفر فإن هناك مشئية مسيرة للأشياء و لا يستطيع أحد الخروج عنها " محدش بيقدر يخرج عن مشيئته , تقدر تخرج عن طاعته أه تعصاه ... إنما مشيئته لأ . "

 "  -       مش مهم أنا المهم انتى انت دلوقتى عرفتى الحقيقة  يا ترى حتختارى مين , انا معرفش بس اللى انا متأكد منه إنك حتبقى مسئولة عن اختيارك .  " , الإختيار الحر المطلق الذى يضعك فيه الشيطان و يقربلك الإنتقام و ينسيك أن حسبك الله و الذى ينتقم لك هو الله ؛ يجعلك محور الإهتمام و المظلوم دوماً و يضع نفسه مصدراً للحقيقة المطلقة التى لا رجعة فيها التى لا خسارة فى إختياره فهو دائما المنتصر ما دام الإنتقام موجودا  و ظهر ذلك فى  جملتين الأولى " اه الحياة ابتلاء امتحان و الانسان عادة بيسقط فيه " و الثانية  " أنا الحقيقة , أنا أحسن منهم أنا الكسبان .. "


فيتضح لنها فى النهاية أن كل ما يدور حولنا له سبب و لا تلعب الصدفة  أدواراً فى حياتنا فكل ما مضى فهو مقدر و كل ما هو أت فهو مقدر فكل يسير بمشيئة الخالق أيا كان ما يحدث و ما نفعله فكله خاضع للمشيئة الإلهية و لكنه خلق لنا العقل لنفكر لدقائق فيما نفعل و هل سيغضبه أم لأ ؛ هل الإنتقام هو الذى سيشفى علة القلوب أم إحتساب الله وحده وكيلاُ لنا هو ما سيأتى إلينا بحقوقنا و مظالمنا.

التحذير كان أن المظلوم كلما إشتد الظلم عليه كلما إزداد غضباً و قد تكون النفوس ضعيفة و تلجأ إلى الإنتقام الذى سيزيل الأخضر و اليابس و الذى سيحول إنتقامه من مجرد قصاصاُ ممن ظلمه إلى قصاصاُ من الجميع من ظلمه و من ساعد من ظلمه و من صمت و كان شيطانا أخرساً فاقدا للنطق بالحق أمام من ظلمه .

الحقيقة ليست دوما فى الدائرة السوداء التى ترتسم حولنا , الحقيقة ليست فى القتل و الظلم و السرقة و الكراهية و المرض و الجهل بل الحقيقة فى التسليم بالقضاء و القدر و الإمتثال لهما بل و أيضاُ إحتساب الله وكيلاُ فى كل شر يحدث و لكن ليس دون السعى فى طلب الحق فالسعى دوماً يجعل العبد على ثقة من قدرة خالقه فى إعادة حقه المسلوب فمن لا يسعى ينتقم و من ينتقم لا يأخذ حقه و لكنه يصبح مديناً بحق لطرف أخر و إن لم يحتسب الطرف الأخر الله و دخل فى دائرة الإنتقام فلن تتوقف الأرض عن الإرتواء بالدماء و ستصبح تربة خصبة ينمو بها الشياطين و لست أعنى الابالسة فقط بل أبالسة الإنس أيضاً فهم على مقدرة بان يجعلوا الأرض تروى بالماء أو بالدماء.

  "  انت اخويا شهاب الدين اللى اتظلم و رجع خد حقه . " ؛  دائما ينجح فى خداع الإنسان بفقدانه حقه المسلوب و ضرورة إنتقامه أو تبريره للإنتقام حتى و إن كان أضعافا مضاعفة لما سلب منه بالمشيئة التى تحدث عنها فى بادئ الامر  ... دوماً يريده عبداً له لا يرى إلا ما يرد أن يريه إياه 

و قد كان الملخص دوماُ قبل أن يبدأ حواره بان القلوب هى ما يدلنا على ما نفعله بعدما نشعر به ...

" قلوب البشر بتتحرك زى دلايات بيتنا القديم م بيحركها الريح  , بتتقلب بين الحب و الكره و الغفران و الرغبة فى الانتقام  ... مفيش حاجة بتفضل على حالها حتى لو بان العكس




تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طب و بعدين ...

الانس و الجنس