إنها الداء و ليس لها دواء

قاومها لا تجعلها تتغلب عليك ... ستظل وحيدا تقاتل من اجل لا شئ , أنظر حولك تأمل الكون أنت لست وحدك , ستجد البحر فاتحا ذراعيه لك لكى تحادثه , ستجد الأشجار تحتضنك بظلها فى أشد أوقات الحرارة القاتلة و لن تترك بمفردك , ستجد السماء تنظر إليك و تحتويك بسحبها و غيومها , ستنظر حولك إلى الطبيعة هى من يحتويك ؛ لتذهب إلى بنى البشر ستجد نفسك تعانيها حتى و إن كانوا حولك طوال الوقت ... نعم إنها الوحده , هى الداء الذى ليس له دواء ؛ عانيت و مازلت أعانى منها , لم أذهب إلى طبيب نفسى أو حتى إلى صديق لكى أتحدث معه و لكنى منذ فقدانى صديق الطفولة أمام عيناى شعرت بها و وجدت نفسى وحيدا فى تلك الدنيا برغم ما تجمع حولى عندما جاء وقت مواراته بالتراب و جدت نفسى أنزل معه إلى تحت الأرض لكى أودعه و أكون أخر من يقبله قبل أن يذهب إلى ربه لكى يحاسبه و يثيبه أو يعاقبه و لكن كل ما تملكنى هو شعور بالوحدة , و جدت نفسى وسط كل من حضر وقت الدفن و العزاء وحيدا ؛ حضر أصدقاء الدراسة و زملاء العمل و رفاقنا فى مظاهرات الإنتفاضة أمام السفارة الأمريكية فى القاهرة ... ذهلت إنى أعرف الجميع و لكنى وحيدا ؛ لم أكن أعرف أنها بداية لداء ليس له دواء مهما اختلطت ببنى البشر ستجد نفسك وحيدا لن تجد روحك فى وسطهم , حتى إن كنت وسط أهلك و أقاربك ستجد نفسك وحيدا , حتى إن كنت مع أقرب الناس إليك ستجد نفسك وحيدا ؛ لماذا يحدث لنا هذا لست الوحيد الذى يعيش تلك الظروف و لكن تحتم على طوال عمرى أن يبتعد عنى كل من أحبهم و تظل كلمة الفراق هى الغالبة على حياتى و لكن هذه المره ستكون مختلفة تماما عن المرات السابقة , هذه المرة يتمحور الخطأ فى البداية من العبد الفير لله , استسلمت للفراق و للبعد ؛ أمنت أن هذه المرة سأختفى و لن أعود لن أكذب و أقول أنى لم أحاول الإنتحار ؛ لقد حاولت مرتين و لكن باءت محاولاتى بالفشل , عندها أيقنت أن الله لا يريدنى أن أذهب إليه الأن لقد كتب لنا أقدارنا و أعمارنا ؛ و لن نسبق أقدارنا ؛ أيقنت أننى حتى عندما أقوم بتصحيح الخطأ سيكون قد فات الأوان و لكن لماذا اتحدث هكذا ... لقد قمنا بحشد للثورة متأخرين ستين عاما , إنها لم تتوقف على ما فعلته و أردت أن أصلحه , و عندما بدأت فى إصلاحه حدث ما لم يكن فى الحسبان .. عندا تقترب من أحدهم و فى نفس الوقت لم تحذر و تفاجأ بأن هذا الشخص يقوم بتصعيب ما تفعله و لكن تصعيب حياتك كلها , يجعلك تائها هائما على وجهك تنظر إلى الحياة من منظور واحد و هو أ،ك تريد أن تتخلص منها و لكن لا تستطيع لأنك تريد أن تنهى ما عدت من أجله و ما جعلك متفائلا و مثابرا و جعلك حريصا على حياتك , و لكن كل ماحدث تراه سرابا ولا تجد أمامك ما يساعدك ولا يجعلك تقاوم و يكون نفس السبب الذى قواك و وضعك فى المكان الذى تريد هو من أسقطك بالضربة القاضية .. أخبرونى ماذا أريد من الحياة , لقد أصبحت بكل ما تحتويه من معانى لا تعنى لى شيئا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رؤية تحليلة لمشهد النهاية فى مسلسل كـفـر دلـهـاب

طب و بعدين ...

الانس و الجنس