الانس و الجنس


بقينا الفترة الأخيرة بنسمع كلام كتير عن التحرر و الحرية و خصوصا الجنسية , و طبعا المنظمات النسوية طلعت علينا بالكلام عن جسد المرأة و التجارة بيه و التحكم فيه و البلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا بلا ... 

دلوقتي بقا من وجهة نظر بسيطة و صغنونة قد الفتفوتة , أغلب الناس شايفين الجنس الأولوية الأولي و التانية و التالتة في حياتهم بالرغم من وجود مشاكل و مصاعب أكتر و أكبر أهمية في الحياة زي الشغل و الإستقلال و الحياة و الفكر و الرأي و كمان بالرغم من مستواهم الإقتصادي اللي بيصنف تحت أو موازي أو فوق خط الفقر بشوية و طبعا لا أستثني الطبقات المرفهة بمعني إن الراجل أو الست يرجعوا من الشغل يفكروا حيعملوا إيه بليل في السرير مش مثلا يفكروا في يومهم حيمشي إزاي أو حيبدعوا في إيه أو حيعملوا إيه مع أولادهم , لأ دا كل واحد منهم يجي مهدود و يريح عشان سهرة بليل الحمرا ف يخش الراجل علي ماكينة صناعة السعادة الخاصة بيه و يطلع فيها طاقاته المكبوتة و كذلك الست و دا بيبقي من زعيق مدير أو زميلة رجلها باينة من الجيبة أو واحد عميل في الشغل زي القمر و هكذا .... 

و لو الماكينة متعطلة أو مزرجنة يا سلام بقا علي شوية زيت حياتي كدا يزيت بيه كل طرف الماكينة التانية زي مثلا (( كلمة حلوة تسييح الشمس , عزومة في مكان رومانسي و شوية تقريص , سينما في مول كبير )) - تقولش بيدفعوا تمن النومة لبعض - و في النهاية يا بيه و يا مدام كل اللي فات بيودي علي طريق واحد " مولد سيدي السرايري " .

نيجي بقا للشباب الحلو اللي يسمع تلميحات من أهله و بنت تسمع أمها بتحكي عن مغامراتها مع جوزها وحش السرير لقرايبها في الزيارات أو حتي لصاحباتها في التليفون أهي تسلية و السلام ؛ مش فاهمين إن الجيل دا بقا خطر لأنه بيفكر بنصه التحتاني , فتلاقي الواد من دول مزنوق في فيلم بورن ولا شقطة حلوة من الجامعة أو من ع النت او الفون و يقضيها اللي بيشوفه في الأفلام او حتي يكتشف أو تكتشف بنفسها فون و شات و أوقات ويب كام كمان و طبعا كل دا بعد أسبوع أو أقل من كلام زي (( بحبك , بعبدك , عايزك , انت بتاع(ت)ي , مليش غيرك في الدنيا ... إلخ )) و طبعا الهجص دا كله بيؤدي لمصايب زي م قولت علاقات ع الشات و الفون و الويب كام و في الأخر يجي طرف يشوف التاني بيحبه و عايزه ولا لأ ف يرفض و يجي الطرف التاني يقوله أنت بطلت تحبني و البلا بلا بلا بلا ف يتحجج و يلاقي متعته انتهت أو قلت ف يدور علي ضحية جديدة ؛ و في الاخر أصلا كل دا مجرد تفريغ طاقات - جنسية أو كلامية - زي الشتيمة وقت الممارسة أو حتي لإثبات الحب و الحبتين دول -- و طبعا حاجات تانية أكتر أغلبكم فاهمها إن لم يكن جربها قبل كدا .

المصيبة هنا في فكرة توريث أهمية و نهم الجنس - العلاقات الجنسية - من الأباء إلي الأبناء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة و إنه المحرك الأساسي لحياتنا و الفكرة دي و تبنيها دمر أجيال و بيدمر و لسه حيدمر أجيال أكتر ف وجود إختراع زي توريث نهم الجنس دا مصيبة سودا حتعك أكتر م هي عكة علي دماغ اللي جابونا . 

الجنس يا بشر مش هو المحدد للأنثي إنها بنوتة و حلوة و كبرت و بقت حرة , أو للذكر إنه كبر و بقي فحل و جامد و طبيعي و سليم و بقي حر و كبير . الجنس مش متعة وقتية و رعشتها اللي في أخرها و السلام .

الجنس دا أخر حاجة إنسان طبيعي ممكن يفكر فيها لأن الإنسان الطبيعي دايما طول الوقت بيفكر في التطوير سواء ليه أو للي حواليه أو حتي يشتغل و يبتكر و يبدع و يفكر و يكتب و يغني و كمان يفيد المجتمع اللي عايش فيه و يستفاد منه ؛ لأن بكل بساطة و صراحة الجنس - العلاقات الجنسية - شئ مقدس جدا و له طقوسه لأنه علاقة سامية جدا و قائمة علي إحترام متبادل بين طرفين العلاقة و إحترام متبادل بين الطرفين و العلاقة نفسها ... فلما يبقي كل اللي فات مش موجود ف بيتحول من جنس لتفريغ طاقات حيوانية مش أكتر .

أخيرا عشان متتخنقوش مني : حبوا نفسكم و حياتكم و اللي بيشارككم حياتكم قبل ما تحبوا جسمه لازم تبقوا عارفين إن الجسم بيكبر و بيكرمش و ملامحه بتتغير و بينتهي إنما الروح اللي جوا الجسم دا أبدية و عايشة حتي بعد فناء الجسم - الروح نفخت لتعشق خليلتها - ... بطلوا أم مراهقة و مراهقة متأخرة بقا .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

رؤية تحليلة لمشهد النهاية فى مسلسل كـفـر دلـهـاب

طب و بعدين ...